خويادا / نينا يوخنا: أرتبطت عادة تزيين البيض مع عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية في مختلف بلدان العالم. كما أن البيض المصنوع من الشوكولاتة يتم تبادله أثناء الإحتفال بهذا العيد فقط. يبدأ المسيحيون بأيام عدة تسبق العيد بتزيين البيض بطرق مختلفة، أختلفت من بلد لآخر.
كما أنه من العادة في بعض البلدان، أن يؤخذ البيض المسلوق والمزين والموضوع في سلال مزينة أيضاً، يوم عيد الفصح إلى الكنيسة، كي تتم مباركته من قبل الكاهن. وبعد ذلك تبدأ عملية تكسير أو تفقيس البيض وأكله، بعد صيام عنه دام 50 يوماً، وهي مدة الصوم المسيحي، حيث يتم الإمتناع عن أكل البيض ومشتقاته خلال أيام الصوم. ولا تزال عادة مباركة البيض هذه قائمة في بعض الكنائس الشرقية إلى الآن.
البيض يرمز إلى إنبعاث الحياة، ومن هنا الإهتمام الذي يـُعطى له خلال العيد، إذ هو يرمز إلى قيامة المسيح من الموت والحياة الأبدية بالنسبة للمسيحيين.
عادة وثنية
لكن هذه العادة أي عادة تزيين البيض ورمزيته هي عادة وثنية كانت للإحتفال بالربيع وعودة الخصوبة. إذ عثر على بقايا بيض مزخرف في قبور تعود إلى فترة ما قبل إنتشار المسيحية.
كانت شعوب وثنية عديدة من سكان الشرق الأوسط وآسيا مثل الفينيقيين واليونانيين والهنود وغيرهم قد ربطت بين فكرة البيضة وولادة الكون. الفينيقيون كانوا يعبدون الخالق مرموزاً إليه ببيضة، لأنهم كانوا يعتقدون أن الليل هو أول الكائنات، وأنه قد تمخض مرة فولد بيضة ومن هذه البيضة أنبثقت سائر الكائنات، حسب إعتقادهم. كما كان المصريون القدامى يقدمون البيض المصبوغ بالأحمر كقربان للآلهة.
تزيين البيض
أختلفت العادات في تزيين البيض ونقشه من منطقة لأخرى، ولكن الألوان الزاهية والمزخرفة كانت القاسم المشترك بين الجميع. وكان يتم تزيينه برقائق ذهب عند الأغنياء، أما الفقراء فكانوا يغلونه مع أوراق الأعشاب لإعطائه ألواناً برّاقة. عرفت روسيا في أيام القياصرة صناعة بيض الفصح، مصنوعاً من المجوهرات والأحجار الكريمة، وفي داخلها أعمال فنية صغيرة صُنعت خصيصاً للقياصرة وعائلاتهم.
في التزيين كان يُستعمل الشمع الساخن وعليه أشكال منوعة ومختلفة توضع على البيض وبعد ذلك يتم إزالة الشمع بالسكين وتبقى بالتالي الأشكال الملونة مطبوعة على البيضة.
في لبنان مثلاً من العادات القديمة والتي ما زالت متبعة لغاية اليوم من قبل سيدات البيوت في تزيين البيض. عادة إستعمال أوراق البقدونس الخضراء التي يتم وضعها على البيضة النيئة وتربط أو تثبت بقماش رقيق جداً. ثم يوضع البيض في وعاء فيه الكثير من قشور البصل الحمراء. يُضاف الماء البارد والملح ويتم سلق البيض. بعد ذلك، وبعد إزالة أوراق البقدونس تبقى أشكال الأوراق على البيضة التي تكون قد تلونت باللون الأحمر ما عدا الجزء الذي تمت تغطيته بأوراق البقدونس. ويُحفظ البيض ليوم العيد.
كما أن البعض يستعمل أوراق الشاي بدلاً من قشور البصل في حال عدم توفرها وبالتالي تبقى النتيجة نفسها.
البحث عن البيض
أما من العادات المتبعة حالياً في هولندا والتي تـُركز على إشراك الأولاد في تزيين البيض بأنفسهم، وذلك عن طريق لصق أشكال منوعة على البيضة المسلوقة، أو إستعمال مواد تلوين يمكن غسلها بالماء بسهولة، أو أوراق أعشاب يابسة، يتم تثبيتها بمادة لاصقة على البيضة، إضافةً إلى لصق أوراق يكون الأولاد قد صنعوها على شكل زهور أو أرانب.
يقوم الأهل في بلدان عديدة أوروبية بتوزيع البيض في أماكن متعددة في المنزل أو الحديقة وصباح العيد يقوم الأولاد بعملية البحث عن البيض.