المتحف العراقي: قاعات تحاكي الحقب التاريخية لوادي الرافدين

خويادا / نينا يوخنا: المتحف الوطني العراقي في بغداد هو أكبر المتاحـف في العراق وأقدمها تأسس العام 1923 ويقع في العاصمة العراقية بغــداد. ويحتوي المتحف على مجموعات أثرية تؤرخ تأريخ بلاد ما بين النهرين.

كان يشغل حيزاً صغيراً في بناية القُشلة أو السراي القديم. وبعد مرور عدة سنوات تم جمع أعداد كبيرة من الآثار كنتيجة حتمية لعمليات التنقيب التي كانت تجري في جميع أنحاء العراق آنذاك فكان لابد من توسيع المتحف العراقي.

تم نقله إلى بناية خاصة في شارع المأمون، ضاق مكانه مع مرور الزمن فكانت الفكرة أن تخصص بناية جديدة تتصف بمواصفات متحفية عالمية تضم آثار العراق.

وضع تصميم خاص لبناية المتحف العراقي في منطقة الصالحية علاوي الحلة من جانب الكرخ وهي منطقة واسعة روعيت فيها أساليب بناء المتاحف الأصلية.

الإفتتاح الفعلي تم في التاسع من تشرين الثاني عام 1966م، أعيد أفتتاحه مرة أخرى العام 1984م, يضُم مجموعات متنوعة من حقبات زمنية عديدة مثل الحقبات السومرية، الآشورية والبابلية ويضم كذلك مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية.

يضُم المتحف العراقي (18) قاعة ،ويكون ترتيب قاعات الحضارات حسب قدمها حيث تكون قاعات الحضارات الأقدم في بداية المتحف وكلما تعمق الزائر كلما تقدمت آثار الحضارات.

 

القاعة السومرية والأكادية:

تضم القاعة مسلة صيد الأسود المصنوعة من حجر البازلت والإناء النذري الذي عثر عليه في الوركاء وعليه نقوش تمثل مناظر طقوسية ومجموعة من الأواني الحجرية المزينة بصور حيوانية إلى جانب مجموعة مختارة من الطبقات الطينية والأختام المنبسطة والأسطوانية والألواح الطينية المكتوبة, ومجموعة كبيرة من تماثيل إنسانية لآلهة وملوك وكهان.

ومن أقدم المعروضات في هذه القاعة, والتي يفخر بها المتحف هي مصوغات ومجوهرات المقبرة الملكية التي عثر عليها في أور ومنها القلائد والأقراط والخواتم وأشرطة الذهب وإلى جانب تلك الحلي بعض الأدوات الموسيقية المصنوعة من الخشب والمطعمة بالصدف والأحجار الكريمة وكذلك مجموعة من الأواني الذهبية والقوارب الفضية والكؤوس والخناجر والمسارج.

وفي نهاية هذه القاعة توجد الآثار التي تعود إلى العصر الأكدي ومن بينها مسلة من الرخام عليها مشهد لجنود أكاديين وهم يقودون الأسرى, ومجموعة من الرقم الطينية, ومن أبدع القطع التي عرضت مؤخراً تمثال ينقصه الجزء العلوي مصنوع من البرونز ويمثل شخصاً عارياً يجلس على قاعدة دائرية كبيرة وعليها كتابة مسمارية تذكر حملات الملك “نرام سين” وأعماله الحربية في المناطق المجاورة.

 

قاعة حمورابي:

قبل الوصول إلى هذه القاعة توجد قاعتين, الرابعة والخامسة, حيث توجد بعض التماثيل والآثار التي تعود إلى العصر السومري الحديث والبابلي القديم ومنها مجموعة من النصوص التاريخية من زمن (جوديان), وبعض أدوات الزينة, ومن بين أهم المعروضات تمثال لـ (جوديا) حاكم السجن.

أما قاعة حمورابي فهي قاعة أستحدثت تخليداً لأعمال هذا الملك العمرانية والحربية والتشريعية ومن أهم معروضات القاعة, نسخة من مسلة حمورابي المصنوعة من حجر الديوريث الأسود (الموجودة حالياً في متحف اللوفر بباريس) والتي نقشت في أعلاها بالنحت البارز مقطر يمثل آلهة الشمس (شمس آلهة الحق والعدالة) جالساً أمام حمورابي وكأنه يتلقى الشرائع والقوانين منه وهي تلك النصوص المدونة أسفل المنظر على المسلة باللغة البابلية.

أما في القاعة الثامنة فتوجد المنحوتات الآشورية الضخمة التي كانت تزين معابد وقصور مدينة (حور سبأ) إحدى العواصم الآشورية ومناظر من رحلات الملك ومعاركه, إلى جانب مجموعة كبيرة من التماثيل التي ترمز إلى الآلهة والملوك.

وتضم القاعة التاسعة مخلفات الأقوام التي حكمت بعد سقوط مملكة بابل الأولى ومنها الرقم الطينية والدمى الطينية, وتنتهي هذه القاعة بممر إلى القاعة العاشرة التي تضم مجموعة نماذج تمثل تصاميم بناء المعابد في الوركاء.

أما القاعة الحادية عشرة والثانية عشرة والثالثة عشرة فتشتمل آثار العصور الآشورية ومنها مجموعة من الرقم الطينية والمسلات والمنحوتات الصغيرة والأدوات النحاسية والبرونزية والحلي والعاج.