قال وزير النفط عادل عبد المهدي، ان العراق اصبح رابع دولة منتجة وثالث مصدر للنفط في العالم بكمية 3 ملايين و300 الف برميل في شهر تشرين الثاني الماضي.
وقال عبد المهدي في مقال له أطلعت عليه وكالة كل العراق [أين] “نستطيع الكلام باطمئنان ان شهر تشرين الثاني كان شهراً ناجحاً بامتياز بالنسبة الى فعاليات القطاع النفطي، فلقد حققنا فيه من الصادرات من المنافذ الجنوبية فقط ما لم يحققه العراق طوال تاريخه رغم الازمة المالية الخانقة التي لا تصيبنا فقط بل تصيب الشركات ايضاً، ورغم سلسلة من التعقيدات في البنى التحتية والاداريات والتجاذبات السياسية والاجتماعية”.
وأضاف ان “الصادرات قد بلغت دون احتساب كركوك واقليم كردستان 3.365 مليون برميل/يوم، وبلغ ما صدر خلال الشهر من نفس المنافذ فقط 100 مليون و900 الف برميل خلال الشهر الماضي، وبذلك استطعنا تعويض تراجع الصادرات في تشرين الاول بسبب الاوضاع الجوية خلال الثلاثة ايام الاخيرة منه، واستطعنا الحفاظ على معدل سنوي للصادرات يزيد عن 2.900 مليون برميل/يوم، وهو اعلى من الصادرات المخططة وفق موازنة 2015 التي قدرت بـ2.750 مليون برميل/يوم من المنافذ الجنوبية، وهو ما يجب ان نهنيء عليه العاملين والقياديين”.
وأشار عبد المهدي الى ان “شهر تشرين الثاني لم يكن تجربة ناجحة على صعيد الصادرات النفطية فقط، بل كان تجربة ناجحة على صعيد قدرات التصدير ايضاً.. فلقد استطاع القطاع –عندما اضطر- ان يصدر في يوم واحد حوالي 4.5 مليون برميل، وان طاقته التصديرية ستزداد بحدود 800 الف برميل/يوم مع دخول [الطوافة المائية] [SPM] رقم 5 الى الخدمة خلال هذه الايام”.
وتابع “كما كان شهر تشرين الثاني تجربة ناجحة في الطاقة الخزنية، التي لولا مضاعفتها عدة مرات منذ بداية عام 2015، لما استطعنا خزن الانتاج في ايام تردي حالة الانواء الجوية، نهاية تشرين الاول، ليتسنى لنا ضخ الخزين لاحقاً، وهو ما خفض التعويضات الى درجة لا تذكر، التي كنا ندفعها للشركات سابقاً، عندما كنا نطلب وقف الانتاج بسبب وقف التصدير او امتلاء الخزانات ومع دخول 8 خزانات جديدة قبل نهاية هذا العام فان قدراتنا الخزنية ستتزايد اكثر فاكثر”.
واوضح “سنمتلك طاقات اوسع ومرونة اكبر في خزن النفوط وفي خلطها او فصلها، محققين في ذلك كله فوائد مهمة”.
وبين وزير النفط ان “موازنة 2016 تقدر الصادرات بـ3.600 مليون برميل/يوم، وهي تقوم على انتاج -متحقق فعلاً- يقترب من 4.5 مليون برميل/يوم، واضعة العراق كرابع اكبر منتج عالمياً بعد الولايات المتحدة والسعودية وروسيا، بعد ان تقدم على الصين وكندا، واكبر ثالث مصدر بعد السعودية وروسيا”.
ولفت الى ان “العالم يرى هذه التطورات النفطية الهائلة في العراق ويتعامل معها، ومع تبعاتها واستحقاقاتها الاقتصادية والسياسية، الحالية والمستقبلية، لذلك تطرح على البلاد المقترحات والمشاريع التي يمكنها ان تنقل، ليس القطاع النفطي الى الامام اكثر فاكثر، بل مجمل النشاط الاقتصادي وما يستتبعه من تغيرات سياسية وامنية وادارية واجتماعية وخدمية وبنيوية وانمائية، بما يخدم المصالح الاساسية لمواطنينا”.
ودعا عبد المهدي الى ان “يبدأ العراق بالتصدر في مجالات كثيرة اخرى، وليستعيد دوره ومكانته التاريخية في مقدمة الدول، ولكن ما يؤسف له، ان استعداداتنا الداخلية، وجاهزيتنا للانتقال والعبور من حالٍ الى حال، ما زالت متخلفة.. وكأنها اعتادت التلذذ بعذابات الماضي المتنازع والمتخلف والممزق، فلا ترى المستقبل وما يمتلكه العراق من خزين حضاري وبشري وطبيعي وجغرافي هائل”.
وأشار الى ان “كثيرين في داخل العراق لا يرون هذه التطورات وافاقها، ويتصرفون بمفاهيم وعقليات وسلوكيات قاتلة ومعرقلة، تشد بقوة الى الخلف، غير مدركين ان هذا هو بالضبط ما يريده اعداء الشعب والبلاد”.
المصدر: وكالة كل العراق الاخبارية