مركز سيدة الرحمة الكلداني… جهود لتغطية حاجة اللاجئين بلبنان

image

image image

نقلا عن موقع عنكاوا كوم

فادي كمال يوسف، بيروت

بإحدى البنايات وسط سدة البوشرية، الحي الاكثر اكتظاظا باللاجئين المسيحين العراقيين، اختارت ابرشية بيروت الكلدانية افتتاح مركز سيدة الرحمة المختص بالتواصل مع اللاجئين الكلدان، خلال ساعات العمل اليومي لا تنفك العوائل الكلدانية على مراجعة المركز، لأسباب متنوعة اغلبها ما يكون تلقي المساعدة الطبية والغذائية، او غيرها من الاستشارات القانونية والخدمات الكنسية المختلفة.

قبل عام ونيف تم نقل مركز مساعدة اللاجئين الكلدان من مقر المطرانية في الحازمية، الى هذا الموقع الجديد، والسبب بسيط يقول رئيس المركز جورج خوري، هو “تمركز العراقيين الكلدان في هذه المنطقة، ورغبة من راعي الابرشية المطران ميشيل قصارجي عدم تحميلهم عناء القدوم الى الحازمية البعيدة عن تمركزهم”، مضيفا أن “رغبة المطران بان يكون المركز وسط اللاجئين ليكون على تماس مباشر ويومي مع مشاكلهم واحتياجاتهم”.

واوضح خوري ان “هذا دفع المطرانية لتأسيس مركز منظم تحت تسمية سيدة الرحمة”، مبينا أن “مهمة المركز الأولى والأساسية هي استقبال اللاجئين الجدد، حيث يتم تسجيلهم، وتزويدهم بهوية خاصة بالمطرانية الكلدانية تساعدهم عند نفاذ اقاماتهم الرسمية في لبنان، بعد تقديمهم نسخة مصورة من جميع مستمسكاهم القانونية، تحفظ في المركز، لغرض الاحصاء ولتنظيم ملف رسمي لكل عائلة”، مشيرا إلى ان “العوائل في اغلب الأحيان عند مغادرتها لبنان تعلمنا بذلك، ما يجعلنا نظم العديد من الإحصائيات حول العدد الحقيقي للمستفيدين من براجنا”.

ونوه خوري الى زيادة مضطردة في عدد اللاجئين، فبعد دخول داعش ارتفع عدد اللاجئين في لبنان من ما يقارب الالف عائلة من الكلدان فقط الى اكثر من ثلاثة الاف عائلة مسجلة لدينا، وفي الوقت ذاته أستغرب خوري من “بطيء معاملات توطين العراقيين من قبل الأمم المتحدة، وحسب إحصاءاتنا ايضا فمن يسافر من قليل جدا مقارنة بالوافدين، وهناك عوائل قدمت الى لبنان منذ 2008 ولازالت معاملاتها لا تشهد أي تقدم يذكر”.

وأشار خوري إلى أن “الخدمات التي يقدمها المركز هي مساعدات في تحمل اعباء المعيشة من مواد غذائية وخدمات صحية، وبعض الارشادات فيما يخص التعليم والمدارس، كما لدينا تنسيق مع بعض من المؤسسات التجارية والصناعية فيما يخص المساعدة بتوفير فرص عمل للاجئين”.

كما بين خوري الذي يدير المركز بالتعاون مع مجموعة من عشرة اشخاص بين متطوعين وموظفين أن “المركز يصدر بالإضافة الى الهوية التعريفة، قسيمة اخرى لاستلام الحصص الغذائية الدورية، والتي لا يمكن لنا توفيرها شهريا، للعدد الهائل من العائلات والتي تصل الى ثلاثة الاف وخمسمائة عائلة كلدانية مسجلة ولها ملفات”، مؤكدا ان المركز يقدم “ما بين خمسة الى ستة حصص سنويا لكل عائلة، بالتنسيق مع هيئات دولية ومحلية”.

اما فيما يخص الخدمات الصحية فأوضح خوري ان “هناك تنسيق مع مركز، سان ميشيل الطبي، حيث يوفر كل الفحوصات والعلاجات والتي يتحمل المركز كلفتها، اما في حالة العمليات الكبيرة ودخول المستشفيات لحالات مستعصية، فعملنا يقتصر بتكميل المصاريف التي لا يغطيها تأمين الامم المتحدة حسب امكانياته المتوفرة ، والامم تؤمن اغلب المصاريف ولكن ليس 100%”، مستدركا أن “الامم المتحدة لا تغطي جميع الحالات، لدينا بالسنة ما يقارب 1500 حالة كل حالة تكلف تقريبا 2500$ الى 3000$، وهذا ينهك المركز، نحاول ان نعالج كل حالة بحالتها، ونساعد الاكثر احتياجا”.

وأضاف خوري أن “المركز يقدم كافة الخدمات الرعوية للكلدان، من عماذات وزواجات والاوراق الكنسية من مطلق حال واروق عماذ وغيرها، بالتعاون مع المطران قصارجي والآباء الكهنة”.

أما المسؤولة الادارية في المركز سميرة حدشيتي فتشرح لموقعنا عن اسلوب العمل داخل المركز فتقول إن “المركز يفتح ابوابه لاستقبال المراجعين من الاثنين الى الجمعة من الساعة 9.30 صباحاً ولغاية الساعة 1.30 بعد الظهر، كما خصصنا رقم هاتف لاستقبال أي استفسارات او طلب معلومات، فيما نحن لا نسجل الا العوائل التي يكون فيها الاب كلداني، أما ابناء باقي الكنائس يتسجلون كل في الكنيسة التي يتبع لها الوالد”.

كما بينت حدشيتي أن “لدى المركز لجنة استقبال طلبات المساعدات الأجتماعية يومي الثلاثاء والخميس، المسجلين لدى المطرانية والصحية وتحويل الملف الى الجهة المختصة في مجلس الجمعية الخيرية”، كما يستقبل والكلام ما زال لحدشيتي “المونسيور رافائيل طرابلسي الحالات العائلية التي تحتاج الى معالجة رعوية او قانونية في المركز يوم الاربعاء من كل اسبوع”.

واضافت حدشيتي أن “الاهتمام بالأطفال وتوفير الخدمات الصحية من اكثر ما يواجهنا من صعوبات”، معتبرة ان “وجود العديد من أطفال اللاجئين خارج المنظومة التعليمية غير مقبول لدى المطرانية، وفي نفس الوقت توفير مقاعد دراسية في المدارس بلبنان هو ليس بالأمر السهل، حيث اغلب المدارس اهلية واقساطها عالية جدا، فيما المدارس الرسمية تشهد ضغط كبير بسبب الأعداد الهائلة من اللاجئين”، مضيفة أن “المركز من جانبه يحاول أن يقدم برامج دورية للأطفال لمساعدتهم على تجاوز الازمة التي يمرون بها، كما ينظم بعض الحفلات في المناسبات والأعياد”.

image